التدخل المبكر في السنوات الأولى للأطفال ذوي الإعاقة

تعد السنوات الأولى للطفل من أهم السنوات لنموه، ويتفق خبراء التدخل المبكر على أن البرامج المبكرة هي الأفضل، ويعتقد بوتن وايت Buton White وهو خبير في تطور الأطفال ونموهم وقد عمل لسنوات مع الأطفال دون سنة المدرسة وأنتج العديد من الأبحاث مع الأطفال الرضع وأطفال دون سن المدرسة في مشروع جامعة هارفارد للأطفال بأن الفترة الزمنية الواقعة بين ٨ شهور والثلاث سنوات الأولى من العمر مهمة في النمو المعرفي والاجتماعي، وإذا كانت السنوات الأولى من العمر مهمة بالنسبة لذوي النمو الطبيعي فإنها أكثر أهمية بالنسبة للأطفال ذوي الإعاقة (زريقات، 2012)؛ لهذا السبب يعد الكشف المبكر والتدخل المبكر أمرًا بالغ الأهمية، حيث يتمتع دماغه بقدرة هائلة على التعلم وإنشاء وصلات عصبية جديدة، والمعروفة باسم اللدونة العصبية[1]؛ حيث يتطور دماغ الطفل وينشأ ما يقارب مليون وصلة عصبية جديدة كل ثانية.

يستحق جميع الأطفال أفضل بداية ممكنة في الحياة

 حيث تقول جيني ماربل مديرة علاجات الأطفال المتكاملة IPT في JCFS” من الولادة حتى سن الثالثة هي فترة حرجة لنمو الدماغ” لذا إن البدء بالتدخل المبكر يمكن أن يغير بشكل كبير مسار نمو الطفل ويزيد من نجاحه في المدرسة والحياة.

 مفهوم التدخل المبكر:

التدخل المبكر هو تقديم الخدمات الوقائية والعلاجية الشاملة والتي تماثل خدمات الوقاية والرعاية الصحية الأولية وكذلك البرامج الـتأهيلية والتربوية والنفسية اللاحقة (العجمي،2011)

التدخل Intervention ليس حاسمًا فقط لمنع أو الحد من تقدم الحالة، ولكنه درع وقاية لتحسين الصحة العقلية والجسدية للشخص، والمشاركة المجتمعية ونتائج اجتماعية واقتصادية في المستقبل البعيد. 

 المجالات والمهارات التي يدعمها التدخل المبكر

  • المهارات المعرفية: وتعني القدرة على التفكير والتعلم وحل المشكلات، والطريقة التي يستكشف بها الأطفال العالم من حولهم من خلال حواسهم، كما تتضمن مهارات تعلم العد، وتسمية الألوان، وتعلم كلمات جديدة.
  • المهارات الاجتماعية والعاطفية: وهي القدرة على التواصل مع الآخرين، ويشمل ذلك القدرة على التعبير عن المشاعر والتحكم فيها، مثلا: الابتسام للآخرين وإصدار الأصوات للتواصل، وبالنسبة للأطفال الصغار في مرحلة ما قبل المدرسة فهذا يعني القدرة على طلب المساعدة وإظهار المشاعر والتعبير عنها للآخرين.
  • مهارات الكلام واللغة: هي القدرة على استخدام اللغة وفهمها، ويشمل ذلك إصدار الأصوات، وبالنسبة للأطفال الأكبر سنًا يتضمن فهم ما يقال واستخدام الكلمات بشكل صحيح وبطرق يمكن للأخرين فهمها.
  • المهارات الحركية الدقيقة والكبيرة: هي القدرة على استخدام العضلات الصغيرة (الحركية الدقيقة) خاصة باليدين، والعضلات الكبيرة (الحركية الكبيرة) في الجسم.

 يستخدم الأطفال الصغار المهارات الحركية الدقيقة لفهم وإدراك الأشياء، ويستخدمها الأطفال الصغار ومرحلة ما قبل المدرسة للقيام مثلًا: بحمل الأدوات والتعامل مع الأشياء والرسم، ويستخدم الأطفال المهارات الحركية الكبرى للجلوس والتدحرج والبدء في المشي. ويستخدمها الأطفال الأكبر سنًا للقيام بأشياء مثل: القفز والجري وصعود السلالم والأدراج.

  • أنشطة الحياة اليومية: القدرة على التعامل مع المهام اليومية، ويشمل ذلك تناول الطعام وارتداء الملابس والاستحمام.

أهمية التدخل المبكر

يشمل التدخل المبكر الفحص والتقييم والعلاج والتعليم والتدريب وأنواع أخرى من الدعم، وأهميتها:

  • تخفيف أو منع الإعاقة مما يؤدي الى تخفيف الجهد والتكلفة المادية المتوقعة (العجمي، 2011)، وتعزيز القدرات التطورية من خلال تحديد ومعالجة حالات التأخير والإعاقات في وقت مبكر، بحيث تجعل أدمغة الأطفال أكثر تقبلًا للتعلم والتطور في السنوات الأولى من الحياة، ويمكن أن يساعد التدخل المبكر في تعزيز النمو الصحي للدماغ وتعزيز قدرة الطفل على التعلم والتفاعل مع بيئته.
  • لا تفيد خدمات التدخل المبكر الطفل فحسب بل تدعم الأسرة من خلال توفير التعليم والتدريب والموارد لمساعدتهم على فهم احتياجات أطفالهم بشكل أفضل والتقليل من التوتر، كما تدعم خدمات التدخل المبكر أشقاء الأطفال ذوي الإعاقة.
  • إن التعلم الإنساني في السنوات الأولى أسهل وأسرع من أي مرحلة أخرى.
  • تهدف العلاجات والتدريب والتعليم المقدم للأطفال ذوي الإعاقة إلى الوقاية من فقدان وظيفة وتطور النمو كما أنها لا تشجعه، فعلى سبيل المثال الأطفال الصم deaf الذين يزودون بلغة الإشارة في سن الثانية من العمر هم أكثر نجاحاً أكاديمياً في الأعمار اللاحقة من أولئك الذين لم يتلقوا خدمات تدخل حتى سن السادسة من العمر. (زريقات، 2012)
  • وكما أشارت منظمة الصحة العالمية واليونيسيف (2012): إن لم يُوفر للأطفال ذوي تأخر نمائي أو الإعاقات وأسرهم التدخل المبكر والدعم والحماية في الوقت المناسب وعلى نحو ملائم، ستزداد صعوباتهم حدة ما يؤدي غالباً إلى تبعات مدى الحياة ويزيد الفقر ويعمق الإقصاء.

تطورت برامج التدخل المبكر عبر ثلاث مراحل رئيسة، وهي:

  • المرحلة الأولى: كان التدخل المبكر يركز على تزويد الأطفال الرضع من ذوي الإعاقة بالخدمات العلاجية وبالنشاطات التي تستهدف توفير الإثارة الحسية لهم.
  • المرحلة الثانية: أصبح التدخل المبكر يهتم بدور الوالدين كمعالجين مساعدين أو كمعلمين لأطفالهم ذوي الإعاقة.
  • المرحلة الثالثة: أصبح جل الاهتمام ينصب على النظام الأسري بوصفه المحتوى الاجتماعي ذي التأثير الأكبر على نمو الطفل، فقد أصبح دعم الأسرة وتدريبها وإرشادها الهدف الأكثر أهمية (القمش والجوالده، 2014).

أمور بسيطة تساعدك من أجل التدخل المبكر

  • احتفظ بالوثائق حول تطور طفلك.
  • استخدم قوائم وكتيبات ومقاطع الفيديو لتتبع نمو طفلك.
  • أفضل طريقة لتحديد تأخر النمو أو أي إعاقة تطورية من خلال تتبع المعالم التطورية الطبيعية للمرحلة العمرية التي فيها طفلك.
  •  يتطور جميع الأطفال بشكل مختلف، ولكن إذا لاحظت أن طفلك يواجه صعوبة في مهارة معينة فهذا الوقت المناسب لاستشارة طبيب طفلك لمساعدتك على النحو الأفضل.

قائمة المراجع:

  1. زريقات، إبراهيم. (2012). التدخل المبكر النماذج والإجراءات. دار الميسر للنشر والتوزيع.
  2. العجمي، نادية علي.(2011). التدخل المبكر وبرنامج البورتيج.دار يافا العلمية للنشر والتوزيع.
  3. القمش، مصطفى، والجوالده، مصطفى. (2014). التدخل المبكر. دار الثقافة


[1] ويكيبيديا

Facebook
Twitter
WhatsApp