اضطراب طيف التوحد (Autism Spectrum Disorder – ASD) هو اضطراب نمائي عصبي يظهر في مرحلة الطفولة المبكرة، ويستمر طوال حياة الفرد. يتميز هذا الاضطراب بمجموعة من التحديات في مجالات التواصل الاجتماعي، واللغة، والسلوكيات المتكررة. وتظهر الأعراض عادة قبل سن الثالثة، مع تفاوت في شدة التأثر بين الأفراد. تشير الإحصائيات إلى أن نسبة انتشاره تقارب 1%، ويشيع أكثر بين الذكور مقارنة بالإناث (سرحان، 2021).
شدة الإعاقة الفكرية ترتبط الإعاقة الفكرية ارتباطًا وثيقًا بالتوحد، إذ يُظهر أكثر من نصف الأطفال المصابين باضطراب طيف التوحد مستوى من مستويات الإعاقة الفكرية. تُصنف شدة الإعاقة الفكرية كالتالي:
- بسيطة: معدل ذكاء بين 70–50.
- متوسطة: 49–35.
- شديدة: 34–20.
- بالغة: دون 20 (سرحان، 2021).
أسباب الإعاقة الفكرية تشمل الأسباب المحتملة للإعاقة الفكرية المرافقة للتوحد عوامل جينية مثل متلازمة X الهش، وأخرى بيئية مثل تعرض الجنين لمواد سامة، أو الولادة المبكرة، أو إصابة الدماغ في مرحلة مبكرة (الشامي، 2004).
الاضطرابات النفسية والعصبية المصاحبة يصاحب اضطراب طيف التوحد عدد من الاضطرابات النفسية، من أبرزها:
- اضطراب نقص الانتباه وفرط الحركة (ADHD).
- اضطرابات القلق.
- اضطراب الوسواس القهري (OCD).
- اضطرابات المزاج مثل الاكتئاب أو اضطراب ثنائي القطب. كما يُلاحظ ارتباط شائع بين اضطراب التوحد والصرع، وهو اضطراب عصبي، خاصةً لدى الأطفال الذين يعانون من إعاقة ذهنية مصاحبة، وتزداد احتمالية الإصابة به مع التقدم في السن (سرحان، 2021).
تصنيف الإعاقة الفكرية لدى المصابين بالتوحد أشارت التقارير إلى أن 70–75% من الأطفال المصابين بالتوحد يعانون من إعاقة فكرية، فيما يمتلك البعض الآخر قدرات معرفية ضمن المتوسط، بل ويظهر لدى بعضهم ما يسمى بـ”جزر القدرات”، أي مهارات استثنائية في مجالات محددة رغم الصعوبات العامة (سرحان، 2021).
تعريف اضطراب طيف التوحد يعرف الروسان (2010) التوحد بأنه اضطراب سلوكي عصبي يتمثل في صعوبات في التفاعل الاجتماعي، ومشاكل في التواصل اللفظي، وسلوكيات نمطية متكررة، تظهر جميعها قبل سن الثالثة. بينما تعرفه منظمة الصحة العالمية (ICD-10) كاضطراب يتميز بخلل في التفاعل الاجتماعي والنمطية السلوكية.
لمحة تاريخية عن التوحد ظهر المصطلح أولاً مع بلولير عام 1911، واستخدمه لوصف بعض أعراض الفصام. في عام 1943، قدم الطبيب كانر وصفًا سريريًا لمجموعة أطفال لديهم خصائص نمطية للتوحد. كما وصف الطبيب أسبرجر حالات مشابهة لاحقًا سميت بمتلازمة أسبرجر. وتم إدراج التوحد في التصنيف الأمريكي DSM لأول مرة عام 1980 ضمن الاضطرابات النمائية.
المميزات السريرية يظهر اضطراب التوحد في مراحل الطفولة المبكرة، ويتضمن:
- ضعف التفاعل الاجتماعي.
- محدودية في التواصل غير اللفظي (الإيماءات، تعابير الوجه).
- اهتمامات محددة.
- مقاومة التغيير.
- سلوكيات متكررة مثل رفرفة اليدين أو التكرار اللفظي.
أسباب الإصابة بالتوحد تتضمن الأسباب المحتملة:
- الجينات والوراثة (تصل الوراثة إلى 80%).
- التعرض لمواد سامة أثناء الحمل.
- التهابات الأم.
- تقدم سن الوالدين.
- الولادة المبكرة.
الأدلة السريرية حسب العمر
- مرحلة ما قبل المدرسة: تأخر النطق، غياب اللعب الرمزي، سلوكيات حسية غير معتادة.
- سن المدرسة: تكرار الكلام، عجز في اللعب الجماعي، تركيز على مواضيع محددة.
- المراهقة: اهتمامات ضيقة، سذاجة اجتماعية، مشاكل في تكوين الصداقات
هذه الخصائص تختلف حسب شدة الأعراض والقدرات المعرفية
معدل الانتشار يصل إلى 1%، مع ملاحظة أن الذكور أكثر عرضة بثلاث إلى أربع مرات من الإناث. وتزيد النسبة في البيئات ذات الوعي العالي بالتشخيص (سرحان، 2021).
المسببات المرضية المحتملة
- خلل جيني متعدد العوامل.
- تشوهات كروموزومية X الهش، التصلب الحدبي.
- تغيرات في الاتصال العصبي.
- عوامل بيئية مثل السموم.
- ضعف في وظيفة الجهاز المناعي.
هذه العوامل لا تُعد أسبابًا مباشرة بل تزيد من خطر الإصابة
أنواع اضطرابات التوحد (DSM-IV)
- التوحد الكلاسيكي.
- متلازمة أسبرجر.
- اضطراب الطفولة التفككي.
- اضطراب ريت.
- الاضطرابات النمائية غير المحددة.
ملاحظة: هذه الفئات أُدمجت جميعًا في DSM-5 تحت مصطلح “اضطراب طيف التوحد”
التشخيص التفريقي يجب التمييز بين التوحد والإعاقة الفكرية، واضطرابات اللغة، واضطراب فرط الحركة، والصمم، ومتلازمة ريت.
التقييم يعتمد على:
- الملاحظة السريرية.
- أدوات معيارية مثل ADOS، CARS.
- التقييمات النفسية للقدرات المعرفية واللغوية والاجتماعية.
الدليل السريري لعلاج اضطراب التوحد
- العلاج دوائي
- تحليل السلوك التطبيقي (ABA): لعلاج المهارات الاجتماعية والتواصلية.
- علاج تطوري وظيفي: بالاعتماد على اللعب.
- نظرية العقل: لتحسين فهم الآخرين ومهارات التفاعل.
التدبير والعلاج طويل الأمد
- التركيز على التدخل المبكر.
- الدمج المدرسي وفق القدرات الفردية.
- التدريب المهني للمراهقين.
- دعم الأسرة نفسيًا واجتماعيًا.
نجاح العلاج مرتبط بشدة الأعراض وبدء التدخل مبكرًا
الاعتقادات الخاطئة حول التوحد
- التوحد ليس مرضًا بل اضطراب عصبي نمائي.
- الأطفال التوحديون لا يفتقرون للمشاعر، بل يواجهون صعوبة في التعبير عنها.
- لا علاقة للتوحد بالسحر أو العين.
- التوحد لا يُعالج بالغذاء وحده.
اضطراب طيف التوحد حالة نمائية عصبية معقدة تتطلب تشخيصًا دقيقًا وتدخلات متعددة التخصصات. إنّ الفهم العميق والواعي لهذا الاضطراب، إلى جانب تصحيح المفاهيم الخاطئة، يشكل الأساس لتحسين جودة حياة المصابين وأسرهم.
قائمة المراجع
سهيل، تامر. (2015). التوحد التعريف الأسباب التشخيص والعلاج. دار الإعصار العلمي.
الجمعية الامريكية للطب النفسي. (2022). الدليل التشخيصي والاحصائي للاضطرابات العقلية (انور الحمادي، مترجم). .Amer psychiatric pup (العمل الأصلي نشر في 2013).
الشامي، وفاء.(2004). علاج التوحد. مكتبة فهد الوطنيّة.
بطينة، أسامة، الدرمكي، موزة، والمؤمني، روان. (2022)، اضطراب طيف التوحد. دار اليازوري العلمية.
سرحان، وليد. (2021). أكسفورد المختصر في الطب النفسي. دار الفكر ناشرون وموزعون.
حسكي، محمد، زارع، أحمد، والحديبي، مصطفى. (2022). مهارات التواصـل البصري لدى أطفال اضطراب طيف التوحد ” دراسة حالة “. مجلة دراسات في مجال الإرشاد النفسي والتربوي، 5 (2)، 77-102. https://dx.doi.org/10.21608/dapt.2022.285241
Sempie، David، &Smyth، Roger .(2019. (OXFORD HANDBOOK OFPSYCHIATRY. Oxtord Uhiversity
Hollander، Eric، &Anagnostou، Evdokia .(2008). Clinical Manualfor theTreatment of Autism، Washington.